المرجع الخالصي يؤكد ان وحدة المسلمين من أعظم الأمور الشرعية، والمساجد ستعود مركزاً لوحدة هذه الأمة.

عراق تايمز الإخبارية _بغداد

أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) ان وحدة المسلمين من أعظم الأمور الشرعية لافتاً أن الله تعالى لا يرضى على أمة تمزق صفوفها، ويؤكد ان المساجد هي التي تجمعنا وستعود مركزاً لوحدة الأمة ويلتقي المسلمون فيها.
وقال المرجع الخالصي (دام ظله) خلال كلمة له بعد صلاة الظهر في مسجد سعدية العمري ببغداد، الخميس 10 ذو القعدة 1438هـ الموافق لـ 3 آب 2017م، "نحمد الله ونشكره لتوفيقه إيانا لأداء الصلاة ولحضور المساجد واللقاء بالمصلين، وهذا الأمر هو أمر شرعي وحكم ديني وإيماني، ولو تمسك المسلمون بأحكامه لكانوا كما أراد الله أمة واحدة".
وأضاف " لو حضرنا إلى المساجد بشكل صحيح وبشكل مستمر وصلينا الجمعة والجماعة وذهبنا إلى بيت الله تعالى متمسكين بأحكام الشرع، نكون بذلك من أمة الاسلام التي جعلها الله تعالى معياراً ومقياساً لرضاه، فليس المسلم شاذاً عن أمة محمد (ص) كما انه هو إنسان منتمي إلى هذه الأمة".
وأشار "انا أحضر في هذا المسجد وتعلمت من أسرتي ومن أساتذتي ومن مشايخي أن نحضر المساجد بلا أن نسميها للتفرقة، أو كما يقال ان هذا المسجد لهذه المنطقة، أو هذا المسجد لفلان أو لهذا الرجل أو ذاك، لأنه في الحقيقة أن المساجد لله تعالى"
(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)(الجن:18).
وأكد "ان موضوع وحدة المسلمين من أعظم الأمور الشرعية، وحدة المسلمين ليس أمراً تكميلاً، نعم هو فيه مصالح دنيوية هذا لا شك فيه، والعقلاء قد يجمعون على المصالح الدنيوية، ولكن الأهم هو المصلحة الكبرى في أن الله تعالى لا يرضى على أمة تمزق صفوفها، فرسول الله (ص) يُخاطَب في كتابه انه لا ينتمي إلى أمة تتمزق وتتفرق".
وتابع "الله تعالى يجمعنا على الإسلام ونحن نتفرّق على الأهواء، أو الرغبات، أو الشهوات، أو الأكاذيب، فكيف يجوز للمسلم أن يفرّق أمته على أساس أنه ينتمي إلى هذا الدين" مؤكداً "ان هذا أمر لا يقبله أحد وليس هو من الشرع الشريف".
داعياً إلى "التمسك بأحكام الدين لنكون كما أرادنا الله تعالى أمة واحدة تستطيع أن تؤدي واجباتها وأن تتحمل مسؤولياتها في هذا الزمان الصعب، وأنتم ترون ما يجري على الإسلام هنا في العراق، ورأيتم بأعينكم ماذا جرى على المسجد الأقصى في الأيام الماضية، وأيدهم المؤمنون من هذه الأمة، وسكت من سكت، ولكن الأمة التي أيدتهم أدت دوراً عظيماً في دعم موقف المقدسيين، حتى شاء الله تعالى لهم أن ينتصروا وعادوا إلى المسجد" فيما اعتبر ذلك "بشارة لنا" لافتاً " مهما عملوا على تمزيق الأمة وتفريقها وعلى إثارة الفتن فيها، ستبقى الأمم في النتيجة ستجتمع على راية الإسلام وكلمة الإسلام".
وأشار سماحته (دام ظله) " كم حاولوا تخريب هذه المساجد ومقاطعتها بالزيف والظلم، والنتيجة ان هذه المساجد هي التي تجمعنا وستعود مركزاً لوحدة الأمة ويلتقي المسلمون فيها".
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ*رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ) (النور: 36-37).
وتابع "ان أمة محمد (ص) لن تنتصر إلا بالإسلام الواحد، ونأمل اننا نتمكن من إزالة غيّ الشياطين ومخططات الأعداء بإسم الدين، والذين يريدون إبعاد الأمة عن دينها" لافتاً " ان الأمور انكشفت فالوجوه التي كانت تتستر بدأت تظهر على حقيقتها، فهم يشككون في القرآن والنبي وبكل ما هو من ثوابت الدين، والله تعالى أراد أن يفضحهم" مؤكداً "أن الأمة ستزداد تمسكاً ورسوخاً بعقيدتها حتى تنهض من جديد كما وعدنا الله، وكما نحن متيقنون من ذلك".
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33).

وفي الختام اعرب سماحته عن سعادته بحضوره إلى هذا المسجد المبارك، فيما شكر (السيد ياسين الصميدعي) الذي طلب منه ان يتقدم لأداء واجب الإمامة، وقال: في الحقيقة أينما أذهب أفضّل أن أصلي مأموم في ذلك المسجد، والسبب في ذلك ان هذا اقرب في نفسي  إلى تعالى، لكن إذا طلب مني هذا وكان في الأمر شيء من الفات النظر إلى وحدة الأمة فأني اتقبله إرضاءً لله سبحانه وتعالى وأداء لهذه الوحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق