بقلم _المستشار والمحلل السياسي حسين الكاظمي
في ضوء قراءتي لتحليل الهجوم الأخير الذي ضرب إيران وفق تقييم هذه الظاهرة على اساس التحليل السياسي والأمني لها .
(التحليل السياسي هو رياضة فكرية ومهارة فنية لمتابعة الخارطة السياسية والعلاقات الدولية ،،،
( أو ... كيفية التعامل في فهم عمق مسار للأحداث السياسية والدوافع الكامنة وراء كل ذلك ).
ولكن لابد من البيان بأن التحليل السياسي لأي ظاهرة يقسم إلى:
🔸تأريخ الظاهرة .
🔸واقع الظاهرة.
🔸مستقبل الظاهرة.
واعتماداً على ما تقدم يمكن أن نحلل ظاهرة الهجوم الأخير الذي استهدف البرلمان الإيراني وضريح المؤسس رحمه الله ؟
1) تاريخ الظاهرة:
في مارس آذار وجهة تنظيم داعش رسالة خاصة إلى السنة في إيران والذي يبلغ عددهم حوالي( 15- 20%) من السكان بالهجوم على الحكومة والسلطة ورفض ولاية الفقية، علماً وعلى بعض القراءات هم في حالة اغتراب في بلادهم وسوء حالتهم الاقتصادية وكانت رسالة بشكل مقطع فيديو باللغة الفارسية.
وفي عام 2015 إيران أعلنت وبشكل رسمي تفكيك خلية تابعة لداعش كان في هدفها ونيتها شن هجوم في إيران وفي عام 2016 أجهزة السلطة الإيرانية منعت حوالي 1500 شباب من الإنضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي.
ومن عام 2015 إلى 2017 كانت هناك عمليات تشن على إيران في محافظة
( سيستان و بلوتستان ) ذات الأغلبية السنية وهما يقعان جنوب شرق إيران ويتعملان مع باكستان
وهاتان المحافظتان فيهما الجناح العسكري السني وتحت إسم
( جيش العدل- جند آلله ) وفي سقوط الموصل عام 2014 قامت السلطة في إيران بالتشديد عليهما.
2) واقع الظاهرة:
هجوم مسلح على البرلمان الإيراني مجلس الشورى
وضريح مؤسس الحرس الثوري الخميني
لما فيها من رمزية عالية جدا عن الحكومة والشعب.
3) مستقبل الظاهرة:
ذكرت صحيفة لومون الفرنسية وكالة أعماق الإخبارية التابعة لداعش:
ان الهجوم الأخير كأن نتيجة لآثار لاهل السنة في إيران والعراق وسوريا ودعم الحرس الثوري الإيراني لفصائل المسلحة في تلك الدول الشيعية .
ويعد هذا الهجوم جرس إنذار للأمن في إيران بل حتى إنذار لولاية الفقية.
وإذا أردنا توسيع الدائرة نقول
بأن النظام لإقليمي كان له دور في القضية لأن الحشد الشعبي ضيق الخناق على داعش في العراق ولاسيما ما بعد داعش وتحرير الموصل
ويمكن أن تكون رسالة من قبل داعش إلى إيران باعتبارها تدعم الحشد الشعبي في العراق وهو خط الدفاع الأول عن إيران.
وثمة نقطة مهمة تستدعي الاهتمام والانتباه
إن إيران كان ردها سريع جدا جدا جدا في السيطرة على الموقف والوضع 🤔
ومما يشد الانظار بأن إيران جعلت القضية أقليمة باتهام السعودية بأنها تدعم الإرهاب ويمكن ان تكون بمثابة رسالة غزل مع الرياض كما فعلها ترامب حين صرح ضدها حين استلام سلطة البيت الأبيض
وبعد ذلك عقد المؤتمر الإسلامي الأمريكي في الرياض وكان من تلك الاثمار صفقات إقتصادية تقدر 400مليار $ .
☚ويمكن أن نكشف اللثام بشكل تحليلي واسع ونقول☟
1: إيران حرصت بأن تقاتل المجاهدين السنة في سوريا والعراق حتى لا تجعل لهم وجود على أراضيها.
2: صراع مذهبي بشكل سياسي
بأنها تدعم بشار الأسد وحكومة بغداد.
3: العرس الإنتخابي بانتخابات الرئاسة وكانت لروحاني وأيضا رد على حملته الانتخابية بأن إيران لديها القدرة والقوة في الحفاظ على أمنها واستقرارها.
4: فوز الرئيس روحاني الذي يمثل خط مابين المتشديين من رجال الدين والحرس الثوري إلى تفاقم جدا التوتر الداخلي لأنهم انتقدوا سياسية الروحاني بالانفتاح في العلاقات مع العالم الخارجي.
5: رسالة تهديد من الحرس الثوري إلى روحاني بأن أمن إيران بيدنا نحن فقط.
6: اكذوبة مصطنعة من قبل إيران لأن العالم سوف يتفق على محاربة الإرهاب والتطرف والجماعات الإسلامية وحتى تبعد دائرة الإتهام عنها.
7: الرمزية العالية بأن إيران يمكن أن ترد بشكل سريع وفوري على اي إعتداء عليها اي كان نوعه وحجمه وشكله.
8:ردا عمليا على رسالة ترامب وأصدقائه في المنطقة وخارجها.
🕪 وفي الختام ☟
من يملك المعلومات يملك السلطة في المستقيل 🎯
✏بقلم المستشار والمحلل السياسي
حسين الكاظمي
الخبير الدولي في شؤون الإرهاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق