بقلم _ سيدصباح/مكتب نائب خالد الاسدي:
الباحث عن الأسباب والأهداف التي دفعت الإمام الحسين (ع) للثورة الكبرى التي ضحى خلالها ومن أجلها بدمه ودماء المقربين من أهل بيته وأصحابه ، لابد أن يدرك بأن الواجب الديني هو الذي حتَّمَ على الإمام أن يكون المسؤول عن رد الاعتداء على الدين والقيام بثورته بوجه الحكم الأموي الذي خالف سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وحماية الإسلام من خطر الحكم الاموي المتمثل بيزيد بن معاوية الذي كان عازماً على محو الإسلام وقلع جذوره بعد أن جهر بالكفر حال تربعه على كرسي الخلافة الإسلامية حين قال :
لعبتْ هاشمُ بالملكِ فلا خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزل
وقد أشار الإمام الحسين عليه السلام إلى هذه الحقيقة التي كانت سبباً أولاً لثورته في وصفه لإمامة الأمة ورفضه لتجسدها بيزيد بن معاوية حين قال : " ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله . أما يزيد فقد كان يشرب الخمر ولا يتناهى عن المنكرات" . وما من شك في أن الهدف الرئيسي لثورة الإمام الحسين عليه السلام هو إحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا ما أكده في وصيته لأَخيه محمد بن الحنفية حيث كتب ضمن تلك الوصية : " واني لم أخرج أَشِراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإِنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمة جدي (صلى الله عليه وآله) أُريد أَن آمر بالمعروف وأَنهى عن المنكر ". ومن خلال قراءتنا لهذه القيم والمبادئ الرسالية ندرك أن كربلاء تحولت إلى ساحة للصراع بين الباطل المتمثل بالفكر الرافض لنهج الرسالة المحمدية والمتجسد بجيش يزيد من الضالين وبين روح الإسلام الحقيقي المتجسد بشخصية الحسين عليه السلام وثلة من أهل بيته وأصحابه الذين ضحوا بدمائهم من إجل إحياء الدين والحفاظ على مبادئه السامية .. ولأن ثورة الحسين عليه السلام جاءت لترسيخ دين الله في أرضه ، فقد تكفل سبحانه وتعالى بالحفاظ على جذوة هذه الثورة العظيمة فبقيت شعائر إحيائها متجددة على مدى أربعة عشر قرناً على الرغم من كل محاولات القمع والمنع التي واجهها محبو أهل البيت في إحيائهم للشعائر الحسينية .
السيد صباح النور
2017-11-10
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق