بيان بمُناسبة الذكرى السنوية الثانية لرحيل فقيد العراق الدكتور أحمد الجلبي

عراق تايمز الإخبارية _بثينة الناهي السوداني

بالوفاء والعرفان، تُعرف المواقف وتُزان، فصار حقٌّ علينا إستذكار الأب والمُعلِّم والمؤسّس فقيد العراق الراحل الدكتور " أحمد عبد الهادي الجلبي " رحمهُ الله، في ذكراه السنوية الثانية، التي تحلّ علينا هذا العام، ونحن نزداد وجعاً بفراقه وألماً بفقده، وكيف لا يحسر القلب وهو يرى الرجل الجوهرة الذي نذر نفسه لخدمة أبناء هذا الوطن، يُغادرهم سريعاً، تاركاً خلفه الذكر الحيّ في القلوب والأفكار والوجدان .

لقد إنتقل فقيد العراق إلى دار الخلود، وترك لنا جملة من الخصال التي لا ينفك المؤتمر الوطنيّ العراقيّ عنها، خصالٌ قوامها الصمود والثبات على المبدأ، ورفض المساومة عليه، والوفاء بالعهود، والصدق مع النفس ومع الآخرين، والإستعداد للتضحية من أجل الأهداف الكبرى، والنفور من الظلم، مهما كانت الظروف صعبةً وقاسية، كأنه عين ما قال الشاعر :

كأنك من كلِّ النفوس مركب - فأنت إلى كلِّ الأنام حبيب

لقد نجح فقيد العراق الراحل الدكتور " الجلبي في خلق منهجٍ ونموذج فريد في التعامل السياسي؛ حيث إمتاز (رحمهُ الله) بإستيعابه لوجهات النظر المختلفة، وهو الذي عُرف عنه صحة طروحاته ودقة أدلته المؤدية لنسج القرار، جاعلاً من العمل السياسي أمانةً عظيمة ومسؤوليةً كبيرة على عكس الكثير أقرانه ، رغم عدم خلّوه من الصراعات والمتغيرات والتطورات .

إن المصاب جلل، والخطب عظيم بفقد القائد المُلهم؛ فلقد مُني العراق ومُنينا بخسارةٍ فادحة لا تعوّض بعد أن طبع (رحمهُ الله) بصماته التي لن تُمحى، وترك إسماً وتأريخاً سامقاً أنشأه بكفاحه وعرق جبينه، ليُواصل محبيه ومريديه وتلامذته في المؤتمر الوطنيّ العراقيّ ممن عاهدوه على إكمال المسيرة بنفس العزيمة والتحدي والإصرار لحين تحقيق الأمل المنشود بإقامة دولةٍ مدنيةٍ قوامها العدالة الإجتماعية وركنها النهضة الإقتصادية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق