انطلقت فعاليَّات ورشة العمل التشاوريَّـة الخاصَّة باستعراض مضامين ومحاور الاستراتيجيَّـة الوطنيَّة والمُؤشِّر الوطنيِّ للنزاهة ومكافحة الفساد للأعوام (2019 - 2022) التي نظَّمتها دائرة البحوث والدراسات في هيئة النزاهة بالتعاون مع برنامج الأمم المُتَّحدة الإنمائيِّ (UNDP).
رئيس الهيئة الدكتور (صلاح نوري خلف) أشار بكلمته في افتتاح أعمال الورشة، إلى عرض المُسوَّدة النهائيَّة للاستراتيجيَّة الوطنيَّة والمُؤشِّر الوطنيِّ للنزاهة ومكافحة الفساد على المجلس الأعلى لمكافحة الفساد؛ بغية طرحها على مجلس الوزراء؛ لغرض إقرارها، لافتاً إلى شمول الاستراتيجيَّة لأبرز الملفَّات المُهمَّة التي تمَّ تشخيصها من قبل رئاسة الوزراء؛ بعدِّها أبرز ظواهر الفساد التي شُخِّصَت.
وأوضح أن رئيس الوزراء حدَّد أربعين ظاهرة للفساد، إذ تمَّ من خلال المجلس الأعلى لمكافحة الفساد العمل عليها، كاشفاً عن قرب الانتهاء من ملفَّاتٍ مهمَّةٍ من قبيل ملفِّ النفط، وحصر التصدير بشركة سومو، فضلاً عن قراراتٍ أخرى تعالج موضوع الكاميرات الحراريَّة لمراقبة أنابيب نقل النفط، ومراقبة عمليَّات التهريب ومعالجة ظاهرة النفط الأسود، ومنع حالات الهدر المرافقة لبيعه.
وتابع إنَّ الاستراتيجيَّة تضمَّنت أيضاً معالجة ملفَّات أخرى من قبيل الإكتفاء الذاتيِّ، إذ تمخض عن ذلك إقرار العمل بنظام المذاخر في القوات المسلحة، فيما أُحِيلَت العديد من القضايا التي تتعلق بملف النازحين إلى القضاء.
ولفت إلى تضمين الاستراتيجيَّة للمُؤشِّر الوطنيِّ للنزاهة الذي يُعَدُّ مقياساً عملياً للنزاهة في مُؤسَّسات الدولة المُختلفة، مُثمِّناً تعاون (UNDP) مع الأجهزة الرقابيَّة الذي تمخَّض عنه رفع قدرات ومهارات الملاكات الرقابيَّة في مجالاتٍ عدَّةٍ.
فيما استعرض مُمثِّلُ برنامج الأمم المُتَّحدة الإنمائيِّ(UNDP) في العراق (أحمد الياسريّ) الخطوات التي عملت عليها الجهات الرقابيَّة الوطنيَّة مُتمثِّلةً بهيئة النزاهة وديوان الرقابة الماليَّة الاتِّحاديِّ ومكاتب المُفتِّشين العموميِّين مع (UNDP)؛ من أجل وضع اللبنات الأولى للاستراتيجيَّة الوطنيَّة ومُؤشِّر النزاهة الوطنيِّ، مُبيِّناً أنَّ التحدِّيات الأولى التي واجهتهم هي تجاوز سلبيَّات الاستراتيجيَّات السابقة، وجعل هذه الاستراتيجيَّة قابلةً للتطبيق العمليِّ، بعيدةً كلَّ البعد عن التنظير وصعوبة التطبيق.
وأكَّد سعي الجهات التي عملت على وضع الاستراتيجيَّة للاطلاع على التجارب العالميَّة، ولا سيما التجربة الكوريَّة التي اعتمدت هي الأخرى مُؤشِّرا للنزاهة، وعمدت إلى مراجعة التشريعات ومقترحات القوانين، وتعديلها بما ينسجم مع جهود مكافحة الفساد.
فيما تولَّت المدير العام لدائرة البحوث والدراسات (د. منال عبد الهادي) مهمَّة تسليط الضوء على بنود وفقرات الاستراتيجيَّة الوطنيَّة ومُؤشِّر النزاهة، شارحةً من خلال عرضٍ إلكترونيٍّ تفصيليٍّ مضامينها، مُعرِّجةً على أبرز ظواهر الفساد التي تمَّ تشخيصها سواء الاستثنائيَّة منها أم العامَّة والخاصَّة.
وأوضحت من خلال استعراضها أن المُؤشِّر الوطنيَّ يُعَدُّ ترجمةً عمليَّةً للاستراتيجيَّة، لافتةً إلى أنَّ تطبيقها يتطلب تضافر الجهود بين الأجهزة الرقابيَّة الوطنيَّة مع مُؤسَّسات الدولة كافة، مُبيِّنةً تضمُّنها ميِّزتي المنع والردع انطلاقاً من مبدأ " إن تقوية النظم الإداريَّة في القطاع العامِّ يفضي إلى تقليص مسالك الفساد"، إضافةً إلى التدابير والسبل الرادعة المُعتمدة.
وتابعت إنَّ أبرز الدروس المُستنبطة من الاستراتيجيَّات السابقة هي تجاوز عقبة التطبيق العمليِّ لبنود ومضامين تلك الاستراتيجيَّات، واعتماد مقياس التقدُّم المُتحقِّق.
وعن مساعي الأجهزة الرقابيَّة للارتقاء بترتيب العراق ضمن تقرير مُؤشِّر مدركات الفساد الذي تُصدرُهُ منظمة الشفافية الدوليَّة أجملت المدير العام لدائرة البحوث والدراسات الخطوات التي تضمَّنتها الاستراتيجيَّة؛ من أجل تحقيق ذلك الهدف بعدَّة خطواتٍ تمثَّلت بتدريب مُنظَّمات المجتمع المدنيِّ، وتأليف مجلس للقطاع الخاصِّ، وتأهيل إعلاميِّين مُختصِّين بمكافحة الفساد.
وتتناول الورشة على مدار أيامها الثلاثة مناقشاتٍ عامَّةً بين مُمثِّلي الأجهزة الرقابيَّة (هيئة النزاهة، ديوان الرقابة الماليَّة الاتِّحاديِّ، مكاتب المُفتِّشين العموميِّين) إضافةً إلى مُمثلي برنامج الأمم المُتَّحدة الإنمائيِّ (UNDP) في العراق، لأبرز الظواهر العامَّة للفساد التي تمَّ تشخيصها وتحديدها في الاستراتيجيَّة الوطنيَّة لمكافحة الفساد، فضلاً عن الظواهر الخاصَّة؛ بغية الخروج بوجهات نظرٍ مُوحَّدةٍ تُعتَمد قبل الشروع بالتطبيق، لا سيما أنَّ مُسوَّدة الاستراتيجيَّة الوطنيَّة والمُؤشِّر الوطني للنزاهة ومكافحة الفساد (2019 - 2022) قد تمَّ رفعها للمجلس الأعلى لمكافحة الفساد؛ لغرض إقرارها وإطلاقها أمام الرأي العامِّ، مُتضمِّنةً خطط التدريب والجهات الأساسيَّة والشريكة الداعمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق