كشفت دراسة بريطانية حديثة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) أن تشغيل الموسيقى الهادئة داخل وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة يمكن أن يُحدث تحسّناً ملموساً في صحة الرضع، مع آثار إيجابية على الوظائف الحيوية والترابط الأسري في بيئة العلاج المكثف.
أظهرت النتائج أن تشغيل الموسيقى داخل أقسام العناية المركزة يُسهم في استقرار معدلات ضربات القلب والتنفس لدى الرضع، وكذلك تحسين قدرة الأطفال على الرضاعة، وهو ما يعد مؤشراً على استجابة فسيولوجية إيجابية تؤدي إلى بيئة علاجية أقل توتراً وأكثر دعماً للتعافي.
وقادت هذه الدراسة فريق من الأطباء والخبراء في طب الأطفال والعلاج بالموسيقى بالمملكة المتحدة، الذين اعتمدوا على أكثر من 90 ساعة من الجلسات الموسيقية داخل وحدات حديثي الولادة، واستفاد منها نحو ألف رضيع خلال فترة تنفيذ المشروع، مما يعكس نطاق تطبيق واسع في بيئات الرعاية الحرجة.
وأوضح الباحثون أن الموسيقى الهادئة لا تعمل فقط كعامل مهدئ للرضع، بل تعزز أيضًا الروابط العاطفية بين الوالدين وأطفالهم، مما يقدم دعماً نفسياً مهماً للعائلات التي تواجه ضغوطاً كبيرة خلال فترة العلاج في الوحدات المكثفة.
وتدعم دراسات سابقة فكرة أن العلاج بالموسيقى قد يساهم في تحسين النبض، التنفس، وحتى زيادة كفاءة التغذية عند الرضع الخدج، بالرغم من أن بعض التحليلات الإحصائية أشارت إلى أن مستوى اليقين العلمي يحتاج إلى مزيد من الأبحاث المحكمة.
تشير هذه النتائج إلى إمكان إدماج برامج الموسيقى العلاجية كجزء من الرعاية الشاملة في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، لما لها من تأثيرات إيجابية محتملة على صحة الرضع وراحة أسرهم في لحظات حرجة من حياتهم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق