في ظل تصاعد الأحداث على الساحة السورية، شدد الباحث في الشؤون الاستراتيجية والأمن الإقليمي حسين عمران على أن استقرار دمشق يمثل مصلحة عليا للعراق، مؤكداً أن أي خلل في العمق السوري سيرتد فوراً على الأمن القومي العراقي.
وأشار عمران إلى أن البديل عن النظام الحالي في سوريا لن يكون دولة مدنية أو معارضة ديمقراطية، بل هو صعود التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وتفرعاتها، التي لا يزال جزء كبير من عناصرها كامناً أو محتجزاً في السجون، ما يجعل انهيار النظام الحالي خياراً محفوفاً بالمخاطر.
وحدد عمران ثلاثة أخطار وجودية تواجه دمشق اليوم: إعادة تنظيم الإرهاب، والواقع الاجتماعي المنهك مع وجود أقليات متخوفة من المستقبل، والضغط الإسرائيلي عبر مشاريع التفكيك وإنشاء مناطق عازلة.
وحذر من أن سقوط النظام السوري سيجعل العراق أول من يدفع الثمن من خلال عودة التفجيرات وتسرب الخلايا النائمة عبر حدود مستباحة.
واقترح الباحث على بغداد تبني خيار عقلاني يشمل تعزيز التعاون الاستخباري مع دمشق، وتبادل المعلومات الاستباقي، وتنسيق أمني صارم على طول الشريط الحدودي، بالإضافة إلى تقديم دعم اقتصادي يساهم في تثبيت الاستقرار ومنع الانهيار.
وختم عمران بالقول إن هذا التوجه ليس اصطفافاً أيديولوجياً، بل تفكير رجل الدولة الذي يدرك أن السياسة هي الاختيار بين السيئ والأسوأ، وأن العقلانية تقتضي منع الكارثة قبل وصولها إلى الباب العراقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق