بقلم _ المحلل السياسي المستشار حسين الكاظمي
لماذا نرى عجز الفلاسفة و الفكر والتحليل وأعلام وغيره
عن إستعادة تفكير الناس حول أسباب وراء الإرهاب أو التميز بينه وبين المقاومة مثلاً ؟
طرح ماكلوهان مقولته عن كون
( الوسيلة أهم من الرسالة ) لأن التأثير التكنولوجيا للوسيلة يستفز إحساس المشاهد وينتج عن الألوان والصور والأصوات رد فعل انفعالات بفعل الصورة لا بفعل الرسالة .
وقد إستخدم الباحث مصطفى حجازي عبارة (البلاغة التكنولوجية) للتعبير بان الصورة هي أفضل من الكتابة والألفاظ والحديث وغيرها . . .
وإن صورة الحادي عشر من سبتمبر جعلت المنطق تحول من الكتابة إلى الصورة ومن أهم علامات الحادي عشر هو
(صورة الإرهاب ) حيث الكلمة صارت ترمز لمرحلة ثقافية بصرية ،
ما يكشف لنا عن حقيقة في الذهن البشري
هي مرحلة تبدل المصطلح من ثقافة الكتابة إلى ثقافة الصورة ...
والنتيجة المترتبة على ذلك ما يلحظ بأن الإرهاب كمصطلح لم يتكلم عن الأسباب الداعية له بل تظهر صورة البرجين وينهارهما في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر 2001 وتصادم الطائرتين كانت نتيجة مهمة تظهر لنا
(بأن الإرهاب أصبح فعلاً وليس ردة فعل) .
ومما يؤيد ما تقدم هو بان الصورة أصبحت خاطفة وسريعة وساحقة صورة البرجين تكفي بأن تحملها الإدارة الأمريكية وتطرحها في وسائل الإعلام تحت شعار وعنوان (بلا تعليق) أو (الصورة تتكلم) تغني عن آلاف من التقارير عن الإرهاب علماً بأنها تظمن تعاطف المشاهدين أيضاً لتلك الصورة في كل مكان وزمان .
ولاشك بأن الماكنة الإعلامية للإرهابيين كانت على علم ووعي كامل بأن الصورة لها القدرة التي تحملها في التأثير في صناعة الحدث على أساس الإخراج والمونتاج بهدف الترويع والتهويل
لأن الإرهاب يعتمد على نقطتين هما كمايقولون الإعلاميون
( نشر الرعب و نشر القضية )
وسوء الإدارة الأمريكية أو الإرهاب إستخدم الصورة لتحقيق ما يريد الوصول إلية
فهي حرب الصور أو حرب النجوم كما يعبر عنها عسكرياً وسينمائيا.
وخلاصة القول هناك أسس خمسة للنحو الجديد لتحكم في شروط الأستقبال لتشكل مرحلة مختلفة في الذهن والثقافة البشرية :
1/إلغاء السياق الذهني للحدث .
2/السرعة اللحظوية .
3/ التلوين التقني .
4/تفعيل النجومية وتحويل الحدث إلى نجومية ملونة .
5/القابلية السريعة للنسيان بإلغاء الذكرى.
حقيقة مهمة :
لعل التعريف اللغوي والشرعي يتفقان على حقيقة واحدة هي أن الإرهابَ مرفوض جملتاً وتفصيلاً وعلى هذا تترتب نتيجة مهمة ؟
الإرهاب لايوجد لديه أهداف متفق عليه عالمياً ولا ملزمة قانوناً ويعد وسيلة من وسائل الاكراة وبسبب التعقدات الساسية والدنيية فقد أصبح مفهوم هذه العبارة غامضا ،
ويقول الكاتب والمحلل السياسي البناني قاسم محمد عثمان
(ان التاريخ العمل الارهابي يعود الى ثقافة الانسان لأنه يحب السيطرة وزجر الانسان وتخويفه بغية الحصول على مبتغاه بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة )
وقد فسر كلمة الإرهاب :
(العنف المتعمد الذي تقوم به الجماعات غير حكومية او عملاء سريون بدافع ساسي ضد أهداف مقاتله وبهدف عادة للتاثير على الجمهور)
ونجد في القاموس اكسفورد ان كلمة الارهابي هو
(الشخص الذي يستعمل العنف المنظم لضمان نهاية سياسته)
والارهاب(يقصد به استخدام العنف والتخويف او الارعاب وبخاصة في اغراض ساسية)
واقدم تعريف للارهاب جاء في القاموس الفرنسي عام 1215م
(هو الاستخدام المتعسف للقوة والعمل الموجة ضد الخصم او ارغامة على القيام بعمل ضد ارادته باستخدام للقوة والتخويف والهجوم المباشر ضد الاخرين بقصد السيطرة عليهم بواسطة الموت والتدمير او الاخضاع والهزيمة).
المحلل السياسي
المدرب الدولي المعتمد
المستشار حسين الكاظمي
الخبير الدولي في شؤون الإرهاب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق