عراق تايمز الإخبارية _بغداد
اعتبر المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) الجمعة، ان انهاء فتنة الانفصال يعطي صورة مشرقة لأمتنا بالتعاون بين ابنائها من اجل وحدتها ونهضتها، مؤكداً ان هذا ليس ضد الشعب الكردي، داعياً إلى استمرار التعاون و التواصل الأخوي مع ابناء الكرد المخلصين، وأكد ان وحدة العراق ثابت مقدس لا يمكن لأحد يتلاعب به، فيما ثمن التصريحات الإيجابية من دول الجوار حول دور العراق المركزي، معتبراً انها اشارة لمرحلة جديدة من الوعي المتجدد، مشيراً إلى ان سنة 2017 هي مئوية أحداث جسام في تاريخ هذه الأمة، أعظمها احتلال بغداد سنة 1917م.
وقال المرجع الديني المجاهد سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة صلاة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 7 صفر الخير 1439هـ الموافق لـ 27 تشرين الأول 2017م، "ان مناسبة الاربعين يجب ان يكون مرتكز وحدة وقوة لكل ابناء امتنا، من خلال الفهم الصحيح لسيرة النبي (ص) وأهل بيته (ع)، وحركة المجاهدين على مدار التاريخ، الذين قاتلوا في سبيل الله مع الأنبياء والأولياء ضد دعاة الجاهلية والوثنية".
وأكد على "اتخاذ المنهاج الاسلامي في احياء ذكريات السيرة النبوية المباركة، وسيرة أهل البيت الطاهرين، والارتكاز إلى السنن الصحيحة في ذلك، لتأكيد وحدة هذه الأمة".
وأضاف "ان الإمام الحسن (ع) يطل بذكراه العظيمة، ليذكّرنا بمقولة رسول الله (ص) : (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)، فمن اراد الهداية لا يمكن ان يبتعد عن هذا المنهاج، وان يتجنب البدع و الخرافات والممارسات المشوهة".
ولفت إلى "ان سنة 2017م هي مئوية أحداث جسام في تاريخ هذه الأمة، أعظمها احتلال بغداد سنة 1917م، وبعد ثلاث سنين من الجهاد والمقاومة الشعبية، وقفت الجماهير لإسقاط الاحتلال ومقاومته، وهي سنوية احتلال القدس، وذكرى وعد بلفور المشؤوم".
وشدد على " ان الأخطر من احتلال القوات البريطانية الاستعمارية المعلن هو الوعود السرية الحاقدة التي قدمتها لعصابات الصهاينة لإنشاء كيان الحقد والاجرام والارهاب في فلسطين، وكان وعد بلفور الوزير البريطاني في هذه السنة نفسها، يمثل كل هذا الحقد والعداء للإسلام والإنسانية".
واستهجن "تجديد رئيسة الوزراء البريطانية الحالية البالية هذه الايام احتفائها بجريمة اسلافها، وإعلانها انها تفتخر بتاريخ الساسة الاستعماريين في انشاء الكيان الصهيوني، فهذه هي صورة الغرب والحضارة الإنسانية المزيفة، امام تشريد شعب وتمزيق امة، واحتلال بلاد، وما واكبها من دماء وصراع ودمار".
وفيما يخص موضوع الانفصال شمال العراق اعتبر المرجع الخالصي ان "انهاء فتنة الانفصال يعطي صورة مشرقة لأمتنا بالتعاون بين ابنائها من اجل وحدتها ونهضتها، وليس هذا ضد أحد خصوصاً الشعب الكردي الذي رأى أن هذه العملية هي فقط لاستغلاله وحرقه مع شعوب المنطقة في فتنة جديدة لا يحصل منها خير لأي أحد" داعياً إلى "استمرار التعاون و التواصل الأخوي مع ابناء امتنا من الكرد المخلصين، وحذف العملاء والمتربطين والمنفذين لهذه الفتنة".
وأشاد "بكل شخص وعى المسألة ووقف موقفاً ايجابياً، واحسنت الحكومة في اسلوب التعامل، في حين ان البعض انكشف بهذا الأمر" لافتاً "ان البعض عندما كانوا يريدون نقد الفساد يتصلون بنا، ولما جرى الاعلان عن الاستفتاء قالوا نحن نؤيد ذلك!" فيما اعتبر " ان تأييد الاستفتاء هو اكبر خيانة بحق وحدة العراق، وهي اشد من خيانة العملاء الذين جاءوا مع الاحتلال الامريكي"
وأكد "ان وحدة العراق ثابت مقدس لا يمكن لأحد يتلاعب به، ووحدة العراق مقدمة ضرورية لنهضة هذا البلد، وإذا نهض العراق نهضت الأمة، لأن العراق هو الذي يجمع اطراف الامة، بشرط ان يكون عراق الاسلام، وعراق كتاب الله وسنة رسوله، وعراق لا إله إلا الله، وعراق علي والحسين، أي عراق الاسلام الحقيقي المحمدي الأصيل، وليس عراق الجاهلية ولا عراق الطائفية والصراعات"
وثمّن "التصريحات الايجابية من دول الجوار حول دور العراق المركزي والخطير" واعتبره "إشارة إلى مرحلة جديدة ووعي متجدد طالما أشرنا إليه مراراً وتكراراً في امكانية قيام مشروع الأمة ضد المشروع المعادي والممزق".
وشدد على "ان مبدأ سيادة العراق وحفظ وحدته واستقلاله يقتضي ان تتعامل دول العالم كافة بما يضمن هذه الوحدة ويمنع انتهاكها، وبذلك لا يصح بأن يدخل أي شخص للعراق بشكل سري وغير معلن، وبالذات وزير الخارجية الامريكي -ريكس تيليرسون- "
واضاف" ان التقارب الذي يحصل اليوم وبمحورية العراق المستقل هذا أمر جيد، ويجب ان نشجعه و ندعوا إليه، ويجب ان ندعم أولئك الذين يسيرون في ذلك الطريق، فلا يكون العراق ميداناً للصراعات، ولا يكون العراق داخلاً في الأحلاف لا هو مع ايران ضد الخليج، ولا مع السعودية ضد ايران أو تركيا، ولا مع تركيا ضد قطر، لكن ايضاً ليس العراق في موقف مائع لا يعرف له اصل ولا تعرف له حدود، ويجب ان يكون موقف العراق واضحاً من الاحداث بشكل مستقل".
وختم قوله مبيناً "ان موقف مدرسة الإمام الخالصي التاريخي وخصوصاً في المبادرة إلى كشف اوراق الاحتلال في الفتنة والتقسيم والارهاب ومخطط الانفصال الأخير, يؤكد أهمية دور العلماء و المرجعية الواعية في العمل المبكر والتنبيه السريع للمخاطر قبل وقوعها".
https://www.facebook.com/Office.Khalesi.Najaf/photos/a.454862781280194.1073741828.454524707980668/1182224365210695/?type=3&theater¬if_t=like¬if_id=1509104066600084
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق