أكّدت تقارير دولية وبيئية متخصصة أن العراق يحتاج إلى أكثر من 100 مليار متر مكعب من المياه لإعادة التوازن إلى مخزونه المائي، في ظل استمرار أزمة الجفاف وتراجع مناسيب نهري دجلة والفرات إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود.
وذكرت التقارير أن الهطولات المطرية الأخيرة غير كافية لتعويض النقص الحاد في الخزين المائي، مشيرةً إلى أن البلاد تواجه فجوة مائية كبيرة نتيجة شح الأمطار، وتغير المناخ، وانخفاض الإطلاقات المائية من دول المنبع، إضافة إلى سوء إدارة الموارد المائية خلال السنوات الماضية.
وأوضحت الجهات البيئية أن انخفاض الخزين المائي انعكس بشكل مباشر على الواقع الزراعي والبيئي، إذ جرى تقليص الخطة الزراعية الشتوية والصيفية، كما ارتفعت معدلات الملوحة في شط العرب، وتعرضت مناطق واسعة من الأهوار إلى الجفاف، ما يهدد التنوع البيئي والأمن الغذائي في البلاد.
وحذّرت التقارير من أن استمرار الأزمة دون حلول جذرية قد يؤدي إلى أزمة مياه شرب في عدد من المحافظات، فضلًا عن تفاقم الهجرة البيئية من المناطق المتضررة، داعيةً الحكومة العراقية إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية مع دول الجوار، واعتماد استراتيجيات طويلة الأمد لإدارة المياه، تشمل تحديث شبكات الري وتقليل الهدر المائي.
ويُعد ملف المياه من أخطر التحديات الاستراتيجية التي تواجه العراق حاليًا، وسط مطالبات متزايدة باتخاذ إجراءات عاجلة
لضمان الأمن المائي للأجيال القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق