ُيعد مشروع الطريق الحلقي الرابع واحداً من أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تعوّل عليها الحكومة لإحداث تحوّل جذري في واقع العاصمة بغداد، لا سيما في ملفي الازدحام المروري وأزمة السكن، وسط تقديرات مالية تصل إلى نحو 3 مليارات دولار لتنفيذه بالكامل.
ويهدف المشروع إلى إنشاء طريق دائري خارجي يحيط ببغداد، يربط مداخلها الرئيسة ويستوعب حركة الشاحنات والمركبات الثقيلة، بما يسهم في تخفيف الضغط عن الشوارع الداخلية، وتقليل الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة يومياً.
وبحسب مختصين في التخطيط الحضري، فإن أهمية الحلقي الرابع لا تقتصر على الجانب المروري فقط، بل تمتد لتشمل فتح آفاق عمرانية جديدة، عبر استثمار الأراضي المحيطة بالطريق لإنشاء مجمعات سكنية ومدن حديثة، ما يساعد على معالجة جزء كبير من أزمة السكن، وتقليل التمدد العشوائي داخل بغداد.
في المقابل، ما يزال المشروع يواجه تحديات تتعلق بتأمين التمويل، وآليات التنفيذ، إضافة إلى متطلبات استملاك الأراضي وتوفير البنى التحتية المساندة، وهو ما جعل دخوله حيّز التنفيذ مرهوناً بتوفير التخصيصات المالية واعتماد صيغ تمويلية مناسبة، سواء عبر الموازنة العامة أو الشراكة مع القطاع الخاص.
ويرى مراقبون أن إطلاق مشروع الحلقي الرابع سيمثل خطوة مفصلية في إعادة رسم خارطة بغداد الخدمية والعمرانية، إذا ما جرى تنفيذه وفق رؤية متكاملة وجداول زمنية واضحة، بما يواكب النمو السكاني ويضع حداً لأزمات متراكمة أثقلت كاهل العاصمة لسنوات.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق