رحّبت وزارة الخارجية العراقية اليوم، الأربعاء، بتصويت الكونغرس الأمريكي في كلتا غرفتيه – مجلس النواب والشيوخ – على إلغاء تفويضات استخدام القوة العسكرية التي تستهدف العراق، بعد أن ظلت هذه التفويضات قائمة منذ عقود ضمن التشريعات الأمريكية المتعلقة بحربي 1991 و2002.
وأشارت الوزارة في بيان رسمي تلقته وكالة الأنباء العراقية، إلى أن استكمال مراحل إلغاء هذين التفويضين التاريخيين – اللذين منحا صلاحيات تنفيذ العمليات العسكرية دون حاجة إلى تفويض جديد – يمثّل نقطة تحول جوهريّة في طبيعة العلاقات بين بغداد وواشنطن. وأضافت أن هذه الخطوة تضع أساسًا جديدًا للعلاقة الثنائية يقوم على احترام سيادة العراق وإنهاء أحكام القوانين القديمة المرتبطة بالحرب، ما يعكس تطوّرًا في النظرة الأمريكية نحو الشراكة بين البلدين.
وأشار البيان إلى أن التصويت شمل كلاً من مجلس النواب ومجلس الشيوخ كجزء من مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي لعام 2026، ويُنتظر أن يوقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مشروع القانون ليُصبح نافذًا قريبًا.
ورأى المسؤولون العراقيون في هذا القرار أنه يعزّز من مسار الشراكة بين العراق والولايات المتحدة ويؤسس لإطار علاقات متجدّد يرتكز على الحوار والاحترام المتبادل، بما يخدم مصالح البلدين في المنطقة ويُساهم في استقرار العراق على المدى الطويل.
كما لفتت الخارجية العراقية إلى أن إلغاء التفويضات القديمة لا يعني إنهاء التعاون بين البلدين في المجالات الأخرى، بما في ذلك الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي في ضوء التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة.
هذا التصويت التاريخي يُعد مؤشرًا مهمًا على تحوّل جذري في الإطار القانوني للعلاقة الأميركية‑العراقية بعد عقود من القوانين التي استخدمت لتبرير العمليات العسكرية، ويُفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين بعد سنوات من الشراكة الأمنية والسياسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق