بسم الله الرحمن الرحيم
لقد وقف عقلاء العالم مدهوشين هذا اليوم من قرار رئيس دولة باعتبار مدينة فضلا عن كونها مغتصَبة عاصمة لكيان سياسي آخر فضلا عن كونه غاصبا حيث اعترف الرئيس الامريكي ترامب بمدينة القدس الشريف عاصمة لإسرائيل خارقا بذلك كافة الاعتبارات الانسانية والقانونية والدينية، وذلك أن القدس مدينة مقدسة لدى كافة الاديان السماوية فيكون جعلها عاصمة لأكبر كيان سياسي ارهابي باسم الدين في العالم، عدوانا صارخا على الاديان كلها وعلى الانسانية بأجمعها وانتهاكا سافرا لمبادئ القانون الدولي الذي يحظر اتخاذ المدن الدينية ذات القدسية المشتركة عاصمة سياسية لكيان سياسي معين فكيف بكيان سياسي غير شرعي بل ومغتصب متسلط بالحديد والنار؟!
إن هذا لهو الإستهتار بسحق القيم والمقاييس والاستخفاف بالأعراف والنواميس وكذب فاحش في مساعي السلام المزعوم ودعوى انصاف الشعب الفلسطيني المظلوم، كما إنه هدر لكرامة بني الانسان ومصادرة لحقوق اصحاب الاديان من العرب والمسلمين والمسيحيين لاسيما الفلسطينيين، كما انه صب للزيت على النار المشتعلة في المنطقة وتسعير أُوار حرب اقليمية أو عالمية يكون الغاصبون وحماتهم وقودا لها وتكون البشرية جمعاء متضررة من ويلاتها.
إننا وبدافع الحرص على السلم الدولي وحفظ الأمن الانساني على وجه الارض، والدفاع عن الحقوق المغتصبة؛
ننصح الادارة الامريكية أن تقدّر العواقب الوخيمة لهذا القرار الخطير وأن تأخذ على يد رئيسها حتى يتراجع عنه قبل أن يوردها والعالم موارد الهلكة والدمار الشامل. كما ندعو دول العالم عموما والدول العربية والاسلامية خصوصا أن تقف صفا واحدا في بذل كافة الجهود اللازمة لإلغاء هذا الاعتراف المشين والحيلولة دون تنفيذه. و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
فاضل المالكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق