توقف الغاز الإيراني.. العراق يواجه “العتمة الشتوية” بين تحديات تقنية وسياسية

 




أثار توقف ضخ الغاز الإيراني تماماً إلى العراق تساؤلات واسعة حول تأثير ذلك على منظومة الكهرباء الوطنية، وسط مخاوف من دخول البلاد في ما يُعرف بـ “العتمة الشتوية”، في وقت يعتمد فيه جزء مهم من إنتاج الكهرباء على الغاز المستورد من إيران.  


وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية أن ضخ الغاز الإيراني توقف بشكل كامل، ما تسبب في خسارة نحو 4000 إلى 4500 ميغاواط من طاقة الشبكة الكهربائية، نتيجة توقف بعض وحدات التوليد وتخفيف الأحمال في محطات أخرى. وبينت الوزارة أن الإجراء جاء بسبب ظروف طارئة أبلغ الجانب الإيراني بغداد بها عبر برقية رسمية.  


يعتمد العراق بشكل مباشر أو غير مباشر على الغاز الإيراني في تشغيل نحو ثلث قدرته الكهربائية، ويُعد أي انقطاع – حتى لو كان مؤقتاً – عامل ضغط إضافي على شبكة تعاني من ضعف الكفاءة وتهالك البنى التحتية.  


وتباينت الآراء بين من يرى أن التوقف يعود إلى أسباب تقنية أو موسمية مرتبطة بصيانة أو ظروف تشغيلية مفاجئة، وبين من يشكك في وجود أبعاد سياسية أو ضغط خارجي يواكب هذا التوقف، خصوصاً في ظل التوترات الإقليمية والتحديات الاقتصادية التي يواجهها العراق.  


من جانبها لجأت وزارة الكهرباء إلى استخدام الوقود البديل المحلي بالتنسيق مع وزارة النفط لتجهيز المحطات ومحاولة التخفيف من تأثير توقف الغاز، بينما يحذر خبراء من أن استمرار الانقطاع قد يؤدي إلى زيادة ساعات انقطاع الكهرباء في مختلف المحافظات مع اشتداد موسم البرد.  


وتأتي هذه التطورات في وقت يحتاج فيه العراق إلى حلول طويلة الأمد لتعزيز إنتاج الطاقة وتقليل اعتماده على مصادر خارجية، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الكهربائي وتأمين احتياجات المواطنين خلال أشهر الشتاء الحرجة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق